بين جدران بيت صغير ومتواضع، تعيش أسرة بسيطة تتشبث بخيوط الأمل، بعد سنوات من المعاناة التي عاشتها ابنتهم البالغة من العمر 25 عاماً، والتي خاضت معركة طويلة مع الفشل الكلوي ومشاكل القلب، حتى أصبحت حياتها معلّقة بين جلسات الغسيل وأدوية المناعة التي أنهكت جسدها وأرهقت أسرتها.
الشابة (إ.ص) كانت قد خضعت قبل ثلاث سنوات لعملية زراعة كلية من متبرع متوفى، بعد انتظار مؤلم وطويل، لتتنفس الأسرة حينها الصعداء ظناً منهم أن صفحة الألم قد طويت إلى الأبد، إلا أن فرحتهم لم تكتمل، إذ فشلت عملية الزرع لاحقاً بسبب عدم انتظامها في العلاج، بعدما عجز والدها عن شراء الأدوية اللازمة بسبب ضيق الحال وضعف الدخل.
الوالد المقيم في الدولة منذ أعوام طويلة، يعمل في شركة خاصة براتب لا يتجاوز 4000 درهم شهرياً، وهو العائل الوحيد لأسرة تتكوّن من زوجة ربة بيت وستة أبناء، يعيشون جميعاً في منزل بالإيجار، ويكافحون لتأمين احتياجات الحياة الأساسية، بين مصاريف المدارس وتكاليف المعيشة المتزايدة.
ومع تدهور حالة الابنة، أكّد الأطباء في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي أن حالتها تستدعي إجراء عملية زراعة كلية ثانية بشكل عاجل، بتكلفة علاجية باهظة الثمن، تشمل الأدوية والعلاج والمتابعة لما بعد الزرع، ما وضع الأسرة أمام مأزق كبير لا تقوى على مواجهته، فتقدّمت بطلب المساعدة إلى جمعية بيت الخير، التي سارعت إلى مدّ يد العون وتكفلت بتغطية نفقات العلاج، لتعيد الأمل إلى قلوبهم وتخفف عنهم وطأة المعاناة.
ففي إطار برامجها الصحية والإنسانية، تكفّلت "بيت الخير" بتقديم مساعدة علاجية بقيمة 228,676 درهماً لتغطية تكاليف علاج المريضة (إ.ص)، ومتابعتها الطبية في المستشفى، لتمنحها بذلك فرصة جديدة للحياة، وتعيد البسمة إلى أسرة أنهكها الخوف واليأس.
وتعد هذه المريضة واحدة من الحالات الإنسانية التي لامست قلوب فريق العمل في "بيت الخير"، إذ إنها شابة صغيرة تواجه المرض بشجاعة، لكن أسرتها لم تكن تملك ما يمكنها من تغطية تكاليف العلاج الباهظة، وانطلاقاً من إيمان "بيت الخير" بأن العمل الإنساني هو رسالة حياة، وأن إنقاذ مريض هو إنقاذ لعائلة بأكملها، بادرت الجمعية إلى دعمها بمبلغ 228,676 درهماً لتخفيف معاناتها وإعانتها على استكمال العلاج.
وتولي "بيت الخير" الحالات الطبية الحرجة اهتماماً كبيراً من خلال مشروع علاج، حيث عزّزت المشروع بمجموعة من برامجها الإذاعية الإنسانية ("زايد الخير"، و "حق معلوم"، و"ميادين الخير")، التي تعرض الحالات المرضية الحرجة وتتيح لأفراد المجتمع المشاركة في التبرّع، بهدف مد يد العون للمرضى المحتاجين، بغض النظر عن جنسيتهم أو ديانتهم، انطلاقاً من نهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم الرحمة والإنسانية التي تميز المجتمع الإماراتي.
قصة (إ.ص) ليست مجرد حالة طبية، بل هي حكاية أمل تولد من رحم المعاناة، ورسالة تؤكد أنّ الخير في هذا الوطن لا يعرف حدوداً، وأن الإمارات ستبقى أرضاً للعطاء وملاذاً لكل من ضاقت به السبل.
قام وفد من مدراء ومسؤولي "بيت الخير" بزيارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، للتعرف على هذا الصرح الثقافي الفريد وبحث سبل التعاون، حيث استقبلهم عضو مجلس أمناء المكتبة الدكتور محمد سالم المزروعي، والذي يشغل أيضاً عضو مجلس إدارة "بيت الخير" مرحباً بهم، وقدم لهم نبذة عن رؤية المكتبة ودورها في تعزيز الوعي والإنتاج الفكري وخدمة الباحثين والمفكرين.
Read More
نظّمت "بيت الخير" بالتعاون مع مركز دبي للتبرع بالدم التابع لمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، حملة للتبرع بالدم في مقرها الرئيسي في نهدة دبي، وذلك تحقيقاً لرؤية الجمعية واستراتيجيتها في تعزيز دورها المجتمعي والإنساني.
Read More